الثلاثاء، 3 مارس 2015

الدرس 1 أصول المعرفة الإسلامية القرآن الكريم

1.  مفهوم المعرفة وأصولها  وطبيعتها

اصطلاحا : هي التصورات الذهنية التي يكونها الإنسان عن الوجود وعن نفسه  ذات الصلة بعالم الغيب و الشهادة دنيا و آخرة  المكتسبة من القرآن و السنة واجتهاد العلماء استنباطا أو تقليدا
أصولها : للمعرفة مصدران رئيسان : أولهما الوحي الإلهي المتمثل في  القرآن و السنة ( الكتاب المسطور)  و ثانيهما : الوجود الكوني المتمثل في عالم الشهادة المحيط بالإنسان و المصدران متكاملان متجانسان

طبيعتها

المعرفة و العلوم على أنواع ثلاثة :
العلم الفطري: و هو العلم الضروري الذي خلقه الله تعالى مفطورا في الإنسان كالعلم بالله  و بالبديهيات العقلية
علم النبوة: هو العلم الرباني الموصول إلى الإنسان من طريق الوحي
العلم المكتسب ( المعرفة الاكتسابية) : وهي المعارف التي يكتسبها الإنسان من الوحي أو الكون أو هما معا بالحس والمشاهدة و التجربة و العقل و الحدس

أصول المعرفة الاسلامية : الأصل الأول: القرآن الكريم

تعريف القرآن الكريم القرآن لغة: مصدر قرأت قراءة وقرآنا ثم نقل من معناه المصدري وصار علما على الكتاب العزيز. مشتق من قرأ بمعنى تلا أو من قرى بمعنى جمع . و القرآن اصطلاحا: هو كلام الله المنزل وحيا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حجة دالة على صدقه  ودستور للناس يهتدون به ، المتعبد بتلاوته ،المنقول إلينا بالتواتر ،المحفوظ من أي تغيير أو تبديل لقوله تعالى :
القران الكريم مصدر المعرفة الإسلامية
يقدم القرآن بناءا معرفيا متينا يقوم على الاتساق و التكامل بين ظواهر الكون و حقائق النفس و غايات الوجود فهو المجيب عن كل التساؤلات و المثير لكل القضايا التي تؤهل فكر الإنسان لاكتشاف السنن و التعامل المباشر مع الكون بهدف أعماره  و مع الذات بهدف الوصول بها الى كمالها المنشود و من خلاله بتعرف الإنسان منطق الفكر و منهج الحياة و حقيقة الكون و الإنسان حاسما إشكالية الهوية المعرفية للإنسان تجاه الكون و الذات
مجالات المعرفة في القران الكريم
 المجال الطبيعي  (عالم الشهادة و هو المجال المعرفي المدرك بالحواس و التجربة و العقل ) يهتدى اليه بالقواعد المنهجية العامة من وضع الوحي .
المجال الغيبي : (وأهم الغيبيات الواجب الإيمان بها أركان الإيمان الستة) و المجال يكتسب بالوحي. و العقل يسلم بوجوده بعد التأكد من وروده من الشرع و يدرك منه بقدر طاقته
خصائص و مميزات المعرفة المحددة بالقران الكريم
التوحيد : المقصد العام  للمعرفة هي التوصل إلى أحادية  الخالق سبحانه و وحدانيته من خلال آثاره الكثيرة في الكون الدالةعلى ذالك.
- الوحدة : وحدانية الله تستلزم وحدة الخلق ووحدة النظام .... ووحدة الحقيقة.....
التكامل : بين الكون والوحي وبين التأمل والعمل وبين المعرفة العلمية والمعرفة الغيبية ...
- التعبد :  جعل  المعرفة عن طريق طلب العلم عبادة فالمعرفة ليست غاية في ذاتها بل ثمرتها وهي العمل
- الإعمار : فهدف المعرفة أيضا هو أعمار الأرض وفق منهج الله والوصول إلى إسعاد الإنسان في الدارين : دنيا وآخرة .
مقاصد القرآن  و خصائصه
الهداية : قال تعالى « إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا (9)»  كتاب هداية للجماعة والفردهداية العالمين إلى الحق والخير
الاعجاز: معجزة خالدة ومتجددة منذ نزوله وإلى قيام  الساعة
الذكر و التعبد : ذكر مبارك متعبد بتلاوته  يتلى ويتقرب إلى الله قراءة وتدبرا عملا به .
كونه شرعة و منهاجا : هو ميزان القسط والعدل في مختلف مجالات حياة الإنسان فردا و محتمعا , دنيا و آخرة
خصائص الفرآن
 القرآان نور : وتقتضي نورية القرآان البيان و الشمول .و التقوى شرط لتعلمه و فهمه و تدبره و لا تدرك هذه النورية الا بالبصيرة .و الكفر و الفسوق حجاب و غطا له .
القران محكم : فهو متقن في  البناء و قوي في الحجة و الدليل لا يأتيه الباطل أبدا فهو مطابق للفطرة من الداخل ولحقائق الوجود من الخارج. يصدق بعضه بعضا . لا تفاوت فيه ولا اختلاف
ونبغي أن يقصد من فهمه و تدبره اكتشاف المنهج الاستدلالي و البناء البرهاني و من تصور فيه الاختلاف و التناقض انغلق عليه إدراك وحدته و أحكامه
الضوابط السلوكية و المهجية
الضوابط السلوكية
الوضوء - الدعاء و الطلب – الخشوع - المداومة على  قراءته - تحكيم القرآن - تحمل هموم العبودية و الدعوة الى الله
الضوابط المنهجية
القصد الى الفهم و العمل - ترتيل القرآن لقول الله تعالى : «ورتل القرآن ترتيلا » فالقراءة المتأنية تعين على التفكر والتأمل ولها تأثير على القلوب - التكرار و التجاوب مع القران- التدبر و التأمل- المداومة و المدارسة الجماعية بهدف التزكية والتطهير والتدبر الجماعي للقرآن الكريم فعن أبي هريرة e قال : قال رسول الله t « ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده)). رواه الإمام مسلم في صحيحه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق